الجوهرة البحرية إلى متى ستظل صامدة ؟

في وقت من الزمان الماضي فكّر الحسن الثاني أن يخلق شركة متميزة تشكّل رقما مهما في الإقتصاد الوطني وكذلك في المعادلة الأمنية المرتبطة بأمن الموانئ , الحسن الثاني كان ذكيا في طرحه بجعل جرف الرمال بالموانئ صناعة مغربية محضة عبر شركة تخرج من رحم الدولة فقد علم جيدا رحمه الله أن الموانئ ليست مجرد أرصفة ورافعات..أنما هي رمز من الرموز المشفرة تبقي الإقتصاد الوطني بعيدا عن أعين الجواسيس , وهكذا كان , فخرجت للوجود شركة درابور سنة 1984 وتعاقب على تسييرها خيرة رجال المغرب تقلدوا مناصب مهمة منها الحكومية..أحبها الحسن الثاني بكل جوارحه وسمّاها جوهرة الصناعة البحرية, و الوحيدة في جرف الموانئ وكاتمة سرها, بيعت الشركة في إطار الخوصصة سنة 2007 لرجل وطني اجتمعت فيه كل تفاصيل الوطنية اسمه لحسن جاخوخ رحمه الله, الذي كان رجلا عصاميا هاجر في شبابه من ورزازات إلى الغابون حيث وجد موطئ قدمه نحو الأعمال و الثراء , لحسن جاخوخ فهم جيدا أن بيع الشركة من طرف الدولة كان تفويضا بالحضانة,فمنحها ما استطاع, يقدّم و لا يؤخر يكدّ و لا يتعب..و لحسن حظه كان له رفيق درب اسمه مصطفى عزيز رجل أعمال ما ترك رقعة في الأرض إلا وجابها وترك فيها بصمته , تشبّع بالعلم و المعرفة حتى التخمة رضع من ثدي الوطنية حتى اشتدّ عوده , كل الأقطار في العالم غرّته ليبقى في حضنها لكن المغرب وتحديدا تارودانت مسقط رأسه جعلته لا يرضى بغيرها بديلا, دكتور مصطفى عزيز كان رجل إعلام و أعمال وديبلوماسية كعلم على جبل تعرفه سواري قصور الملوك ومكاتب الرؤساء وأروقة الأمم المتحدة بل حتى بعض سجون الجزائر تعرفه عندما اختطفته مخابرات الجزائر من فندق بإحدى مدنها اتهمته بالتجسس للمغرب فعذّب أزيد من شهرين وصبر حتى انتصر..وضع لحسن جاخوخ يده بيد الدكتور مصطفى عزيز ودفعا بشركة درابور نحو افاق أفضل و أوسع حتى جاءت ساعة الغدر من أقرب الناس من محيط “عمي لحسن” كما يحلو لمصطفى عزيز أن يناديه فسرقوا ونهبوا وزوّروا وكسبوا جرما وظلما أزيد من 50 مليار سنتيم فجعلوا غصة شديدة في قلب لحسن جاخوخ ودكتور مصطفى عزيز, الأول مات متأثرا والثاني ظل يقاوم شر ما خلق بعون رب الفلق حتى أدخلهم زنزانة السجن..ما كادت الشركة بقيادة الدكتور عزيز تلملم جراحها من غدر الأقارب حتى وجدت نفسها مرة ثانية كموضع الأيتام في مأدبة اللئام فاجتمعت مافيات الرمال ترمي بالإشاعة و الكذب والتضليل و التهديد والرشوة ولها في رميها جمعيات استرزاقية و أقلام مأجورة ومسؤولون من عبيد الدرهم..وظل رئيس الشركة مصطفى عزيز ومن معه يصدون راجمة مافيا الرمال وزبانيتهم لحماية الشركة من الإفلاس أو بالأحرى الأسر من الضياع..عندما تترنح الشركة متأزمة يضع مصطفى عزيز يده في جيبه يأخذ من رزق أولاده ليقتات أولاد العمال..استنزفته هذه الحرب الخسيسة ولكن الله مدّه بقوة كسب معها المعارك في العديد من الجبهات واحدة داخل المحاكم و أخرى في الإعلام وثالثة ضد بعض الجمعيات ورابعة ضد ألسن الإشاعة وخامسة ضد مسؤولين أعماهم الذهب و الحرير القادم من جيوب سارقي الرمال.

هكذا تلقت و تتلقى درابور الضربات تلو الضربات تحت الحزام فقط لأنها فضحت الفساد و عرّت عن حقيقة مؤلمة تجثم على صدر مغربنا الحبيب حقيقة مافيا الرمال التي تبيع في السوق المغربية ملايين الأطنان من الرمال الغير المعالجة وتجني ملايير السنتيمات لا تدفع منها درهما واحدا كضريبة للدولة فتضيع عنها بين 5و 7 ملايير درهم سنويا , حتى أن وزيرا اعترف أن مايقارب 50 بالمئة من الرمال الموجودة بالسوق مجهولة المصدر , ناهيك عن تدمير السواحل البحرية لدرجة صدور تقرير أممي يحذر من سرقة الرمال بالشواطئ و الكثبان وما يخلفه من تدمير خطير لها, و أكدت شركة درابور في شخص رئيسها مصطفى عزيز أن تحصيل الضرائب على الرمال الموجودة بالسوق المغربية تغطي فيه الشركة 85 بالمئة وهي لا تساهم في الإنتاج إلا ب 5 بالمئة..أيوجد فساد أخطر من هذا ؟؟

سؤال طرحته و تطرحه درابور بكل جرأة في الوقت الذي فضل البعض أن يكونوا شياطين خرس بعد أن سكتوا عن الحق , و لهذا هم يحاربون درابور.. و رئيسها ومن معه يحاربون لتبقى جوهرة الحسن الثاني كنزا محفوظا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار